Discover posts

Explore captivating content and diverse perspectives on our Discover page. Uncover fresh ideas and engage in meaningful conversations

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الخامسة عشر
"بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِي بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (11 قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ (114) قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118) فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (12 قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لأقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ (125) وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) وَقَالَ الْمَلأ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127) قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (13 فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)"الاعراف
مشاركة
أمن السحرة عندما عرفوا الحق، ولم يستكبروا ويصروا على الكفر والعناد، مثلما فعل فرعون الذي شاهد نفس الآية، الثعبان يبتلع العصي والحبال، ورأي يد موسى بيضاء، فلم يقبل كبرًا وغرورًا أن يؤمن لرجلين قومهما يعبدوه أو هو يعتقد هذا، فابتلاه الله بسنين فيها خفاف ونقص في الثمرات، ثم الطوفان والمقصود به الفيضان الغزير، ثم الجراد والقمل والضفادع والدم، فلم يجدوا بد من الاستعانة بموسى للدعاء إلى ربه ووعدوه بالايمان وان يرسلوا معه بني اسرائيل، لذا أعتقد أنهم كانوا على يقين أن موسى هو الحق.
فكشف الله عنهم العذاب، ولكنهم لم ينفذوا ما وعدوا به، فأمر الله موسى بالخروج مع قومه، فتبعهم فرعون وجنوده، فكانت الآية التاسعة والأخيرة البحر ينفلق ويتحول إلى قسمين بينهما ممر سار فيه موسى وقومه، لم يرى فرعون وجنوده الآية الكبرى، ولم يرجع إلى الحق بل تبعهم في عناد، فغشيهم الموج، وحاول أن ينقذ نفسه ويدعي الايمان وهو يغرق، ولكن بعد فوات الآوان.

علا الفولي

بسم الله الرمن الرحيم
الليلة الثالثة عشر
"وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (14) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (16) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ (17) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (18) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ (2 فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ (22) وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ (24) فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (25) قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ (26) قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (27) قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (28)" القصص
مشاركة
وجد الشاب القوي التقي موسى رجلان يقتتلان، أحدهما من قومه المقهورين، والأخر من أعداءهم المسيطرين، لم ينتظر موسى ليتبين الأمر، ضرب عدوه بشده فمات، يا الله هكذا في لحظة أصبح قاتل، هو لم يقصد أن يقتله، فقط كان ينصر واحد من المقهورين، ولكن هذا تهور وخطأ فادح، ولكنه رجع إلى الله وندم وأدرك أنه ارتكب ذنب كبير، فأستغفر ربه، فغفر الله له.
وفي اليوم التالي لم يعي موسى الدرس، وجد نفس الرجل يتشاجر مع أخر، فعرف إنه يفتعل المشاكل، وكاد أن يقتل رجل أخر ولولا أن الرجل نبهه قائلًا:
أتريد أن تقتلني كما قتلت بالأمس؟
فادرك أن الرجل على صواب، وأن التهور والتسرع سيجعل منه جبارًا، وليس من المصلحين، كما قال الرجل، وقبل أن يرد أو يتصرف، جاء رجل يبحث عنه، ويخبره أن أعداءه يريدون قتله، لأنه قتل أحدهم، ونصحه بالهرب، فخرج من المدينة وهو خائف.
واتجه إلى مدين فوجد أمرئتين تبعدان أغنامهما العطشى عن الماء، فسألهما عن السبب، فقال إنهما ينتظران أنتهاء الرجل من السقي ثم يسقيان الاغنام بعد انصرافهم، لان والدهما شيخ كبير وليس لهما رجل يسقي لهم، فسقى لهما، ودعا ربه بالرزق وجلس يستظل، حتى جاءت احداهما تدعوه لزيارة ابيها ليعطيه اجر السقاية.
سمع الشيخ حكايته وصدقه، ثم قالت الفتاة لأبيها أن يستأجر الشاب القوي الأمين، فعرض عليه أن يزوجه ابنته، وان يكون مهرها أن يعمل لديه ثماني سنوات أو عشر، وافق موسى وتزوج ابنة الشيخ الصالح، وكأن الله أراد أن يعده قبل أن يكلفه بالمهمة الكبرى، ليتعلم الحكمة والروية من الشيخ الصالح، فيضع قوته في مكانها السليم.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الثانية عشر
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (1 وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (14)القصص
مشاركة
جلس العراف أمام فرعون ليخبره عما سيحدث في المستقبل، فرفع رأسه وقال سيزول ملكك بسبب رضيع من بني إسرائيل، سيولد في هذا العام او بعد عامين.
فرد فرعون، قلت لي هذا من عامين، وقتلت كل الرضع من هؤلاء العبيد، أريد أن تحدد موعد ميلاده.
مولاي الفرعون، قلت يوشك نجمه قريب فهو على وشك الظهور، والآن أظنه ولد منذ أيام، أو سيولد بعد أيام، نجمه ساطع في السماء.
نظر فرعون لوزيره هامان قائلًا "أقتلوا كل رضيع ذكر من الخونة"
فرد هامان أمر فرعون.
دخل هارون مسرعً يخبر أمه أن جنود فرعون يقتلون الرضع، وسألها ماذا سنفعل يا أمي هل نتركهم يقتلوا موسى؟
فردت والدموع تغرق عيناها، دعنى أصلي لله، لعله يجد لنا مخرجًا، ثم طلبت من ابنتها أن تحضر موسى وأرضعته، ثم وضعته في صندوق خشبي، وألقته في النهر، ودعت الله أن يحفظه ويرده إليها، وقالت لأخته سيري بجوار النهر وراقبيه جيدًا.
سارت الفتاة تتابع أخاها وقلبها يدق بشده، وتحاول ألا يبدو عليها أنها تتابع أي شيء، وكأنها تتنزه على شاطئ النهر، كان الصندوق يتحرك بجوارها حتى جرفه التيار بعيدًا، وفجأة وجدت حراس قصر فرعون يسبحون باتجاه الصندوق وأخذوه، ثم خرجت من القصر سيدة ترتدي ملابس الأميرات، وحولها الجواري، وأشارت للحارس أن يفتح الصندوق، فوجدت موسى بداخله، فانبهرت به، وأخرجته بحنان وأحتضنته وقبلته، فقال الحارس مولاتي "هذا الرضيع من العبيد وفرعون أمر بقتلهم" فأخذته إلى الداخل واختفت عن نظر أخته التي وجدت أمها خلفها يتمزق قلبها والرعب يطل من عينيها ودموعها تسيل بلا انقطاع.
فقال "أماه عودي إلى البيت سيقتلونه لو عرفوه، هل رأيت السيدة الطيبة وهي تقبله وتحتضنه إن فرعون يحبها لعلها تنقذه، أمي أرجوك عودي حتى لا يراك الحراس، وتثيري الشك، وأنا هنا أنتظر، لم تجبها وتوارت خلف جدار وأخذت تبكي بلا صوت، ثم بدأت تصلي لله، فهدأت وعادت للبيت .
أخذ السيدة الطيبة الرضيع إلى زوجها فرعون، وطلبت منه ألا يقتله للتتخذه ولد لها، فهي لم تنجب وأحبته، تردد فرعون ولكنه وافق عندما لاحظ فرح زوجته بالوليد بعد أن سيطر عليها الحزن بسبب عدم انجابها، حاول أن يقنعها أن تستبدله برضيع يعرفون أهله، ويقتلون هذا، ولكنها أحبت هذا الرضيع ودافعت عنه بشده، فوافق حتى يرضيها ويسعدها،
بعد قليل ظهرت مشكلة أخرى الرضيع يبكي، لعله جائع طلبت مرضعات القصر، فرفض الرضاعة منهن جميعًا خرجت به إلى الحديقة لعل نسمات النهر ورائحة الزهور تساعده على قبول احدى المرضعات، ولكنه رفض ويصرخ من شدة الجوع، فأمرت الحراس أن يبحثوا له عن مرضعة من خارج القصر، فتقدمت أخته وقالت عندي مرضعة ماهرة ونظيفة تستطيع أن ترضعه لك، فقالت السيدة أريدها فورًا فردت هي يا سيدتي لا تستطيع ترك منزلها، أرسليه معي ترضعه وأعيده بعدها، فوافقت السيدة حتى يهدأ.
عاد موسى على أحضان والدته ورضع منها ونام، عادت الخادمة إلى سيدتها وطمأنتها أن الرضيع في أمان، ومع أهل بيت كرام يحبوه، وسيرسلوه مع الفتاة عندما تطلبينه في أي وقت فوافقت، وهكذا رد الله موسى إلى أمه كما وعدها وهي تصلي وتدعوه وبشرها أنه سيكون من المرسلين.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الحادية عشر
لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوْ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنتُمْ فَاعِلِينَ (1 قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (18) وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَا بُشْرَى هَذَا غُلامٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (19) وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنْ الزَّاهِدِينَ (2يوسف
مشاركة
من أجمل القصص بالفعل قصة يوسف وأخوته وأكثرها عبرة، لأن كثير من الناس يعتقد بأن بامكانه أن يرتكب جرمًا محرمًا ثم يعود من بعده صالحًا، وهذا بعيد تمامًا عن الحقيقة، لأن الحرام مثل الرمال المتحركة، إذا دخلته تسحبك إلى داخلها، فمن يسرق يصبح لص، ومن يقتل يصبح قاتل، ومن يشرب الخمر خالف أمر الله فهو عاصي، وكل منهم تجرأ على حد من حدود الله، وارتكب معصية، فكيف له أن يكون عبدًا صالحًا لله بعد العصيان.
أخوه يوسف شعروا بالظلم لتفضيل أباهم ليوسف عليهم، فقرروا أن يبعدوا يوسف عن أبيه بالقتل، ثم فضلوا النفي، فالقوه في البئر لتأخذه قافلة بعيدًا عن أبيه فينساه، ويحبهم كما يحبه، ونفذوا خطتهم، فهل نسي أباهم حبه ليوسف، بل حزن وبكى حتى فقد بصره، فلم ينفعهم ابعاده، بل تسببوا بالضرر والحزن لأبيهم.
وهذا لا يعنى أن العاصي ليس له حل، فالله غفور رحيم، ولكن الله لم يغفر لهم إلا بعد أن أعترفوا بذنبهم وندموا وطلبوا من يوسف العفو فعفى عنهم، وهذا ما لا يدركه بعض العصاة، جميل أن نعتزم على عدم تكرار الخطأ، ونستغفر الله، ولكن التوبة التي تمحو الذنوب مشروطة برد المظالم، واعادة الحقوق لأصحابها، أو طلب العفو إذا تعذر رد الحق، وهذا ضرورة ليكون المجتمع سليم، لا يسوي بين الظالم والمظلوم، ومن أخطأ يأخذ عقابه، أو يعفو صاحب الحق برغبته، ومن عصى الله فأمره إلى ربه إن شاء غفر، وان شاء عاقب، وهو العليم الحكيم.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة العاشرة
"وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ (84) وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (85) بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (86) قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (89) وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ (9 قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (92) وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (93) وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتْ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) " هود
مشاركة
تذكرني قصة مدين بحلقة من برنامج غنائي جميل كان يقدم في الاذاعة المصرية اسمة عوف الأصيل، يحكي عن عوف تاجر صادق أمين طيب غني حسده أحد التجار على ثراءه، وفي يوم جاء لزيارته وطلب منه سلفة، فعطاه المال بدون أن يأخذ رهن أو يكتب ورقة بالدين.
ثم وجد التاجر عوف يشتري عقد جميل نادر من أحد التجار الرحل فطمع بالعقد، وأراد ألا يدفع الدين، ففكر في حيلة ليأخذه منه، فابلغ الشرطة بعد رحيل التجار، أن عوف سرق منه العقد، وبالفعل وجدوا العقد عنده.
ووقف الاثنين أمام القاضي، وكل منهما يحاول أن يثبت أنه على حق، ولكن كلام عوف لا دليل عليه حتى دخل التاجر الذي باع العقد لعوف، وهو يجري وقال للقاضي أسمح لي بالكلام ارجوك، فأذن له القاضي فقال عوف يظن أني غشاش، ويشكوني لك معه حق، لأني مخطئ في حقه، ولكن بغير قصد أقسم لم أقصد الغش، فقال له القاضي كيف؟
رد نحن تجار رحل نجوب الصحراء، وهي مملوءة باللصوص وقطاع الطرق، فاذا صادفنا احدهم نعطيهم نسخ مقلدة تقليد متقن من الحلي النادرة، وهي تشبه الأصل تمامًا، لذا أختلط على الأمر وأعطيت عوف عقد مقلد، سامحني يا عوف لم اقصد أن أغشك وهذا العقد الأصلي أنا أسف، فظهرت براءة عوف، وحبس القاضي التاجر الكاذب.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الثامنة
"﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ إبراهيم
مشاركة
وهب الله لنبيه إبراهيم ولد من زوجته السيدة هاجر، وأمره أن يأخذها ووليدها إسماعيل إلى وادي قاحل بلا زرع كله جبال، فنفذ ما أمر به ،فسألته زوجته أربك أمرك بهذا، فرد نعم، فقالت أنه لن يضيعنا، وقبل أن يذهب دعا ربه بالأمان لهذا البلد وليس لولده وزوجته فقط، وأن يجنبه وأبناءه عبادة الأصنام، ومن تبعه فهو بعض منه، ومن عصى فالله هو الغفور الرحيم.
ثم دعا لولده وزوجته أن يجعل أفئدة من الناس تأتي إليهم، وأن يرزقهم الله من الثمرات، لعلهم يشكروا نعم الله وفضله، فهو يعلم كل شيء في الأرض والسماء، وهو عليم بذات الصدور.
وحمد الله على ولديه إسماعيل وإسحاق، ثم دعا أن يجعله وذريته مقيم للصلاة، وطلب الغفران له ولوالديه، والمؤمنين يوم الحساب، وهذا قمة اليقين بالله، والثقة في حكمته وتدبيره للأمور.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة التاسعة
"وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطًۭا سِىٓءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًۭا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌۭ ٧٧ وَجَآءَهُۥ قَوْمُهُۥ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ۚ قَالَ يَـٰقَوْمِ هَـٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِىٓ ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌۭ رَّشِيدٌۭ ٧٨ قَالُوا۟ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّۢ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ٧٩ قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِىٓ إِلَىٰ رُكْنٍۢ شَدِيدٍۢ ٨٠ قَالُوا۟ يَـٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓا۟ إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍۢ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ٱمْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍۢ ٨١ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةًۭ مِّن سِجِّيلٍۢ مَّنضُودٍۢ ٨٢ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِىَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٍۢ" هود
مشاركة
للضيف عند الكرام مكانة عظيمة، لذا خشي نبي الله لوط على الملائكة من قومه الفجار، وهو يعلم أنهم سيطلبوهم لفعل الفاحشة، وهو لن يستطيع حمايتهم، وهذه إهانة كبيرة وفضيحة رهيبة، فجادل قومه، وعرض عليهم بناته، ولكنهم رفضوا وأصروا على الغي، فحق عليهم العذاب الشديد، ونزول العذاب يسبقه مراحل كثيرة من الفرص للتراجع، ويبتلى الناس بالسراء والضراء، لعلهم يرجعون الى الله والطريق المستقيم حتى إذا جاء وقت الحساب، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ولا يظلم الله الناس، ولكنهم يظلمون أنفسهم بالشرك بالله، وفعل الفواحش والسيئات والاصرار عليها، والتمادي في الظلم، وصم الأذان عن النصح المخلص، ثم يأتي الندم ولكن بعد فوات الآوان، فلنعتبر، ولنذكر أنفسنا أن لنا أجل سينتهي في أي وقت، وعلينا مراجعة أعمالنا، وتصحيح مسارتنا لعل الوقت ينفذ قبل أن نتوب إلى بارئنا، ولا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة السابعة
"﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾الأنبياء

مشاركة
المتتبع لسيرة نبي الله إبراهيم يجد اختبارات وتحديات شديدة الصعوبة، وتحملها بصبر عظيم، تعرض كما في الآيات الكريمة، لمحاولة الحرق، وهو فزع عظيم وقانا الله واياكم منه في الدنيا والأخرة، ولكنه واجهه بايمان وثقة في نصر الله.
كما وقع في قبضة ملك جائر قال له أنا أحي وأميت، فرد ابراهيم بثقة، إن الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب، فاعجب منطقه الملك واطلق سراحه ومن معه، وتحمل عدم الانجاب بصبر، فمن الله عليه باسماعيل عليه السلام من زوجته المصرية السيدة هاجر، وامره ان يتركه وأمه في الصحراء بواد غير زي زرع عند البيت الحرام، وتحمل الأمر بذبحه، وهو ولده الوحيد، ثم فداه الله بكبش عظيم، وجعل موعده عيدًا لكل المسلمين، ثم رزقه باسحاق من السيدة ساره بعد ان كبر هو زوجته، ثم انجب اسحاق يعقوب وجعل في ذريتهم النبوه، ومن نسل ابنه اسماعيل خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.
ربما لهذا جعله الله أسوة حسنة للمؤمنين بالله، فحياته مثل يحتزي به كل من يرجو الله والدار الأخرة، ومن علو شأنه ومكانته عند ربه، أن جعلنا نصلي ونبارك عليه وعلى أهله كما نصلي ونبارك على نبينا وأهله في صلاتنا، فهو الخليل نبي الله الذي جعل الله النبوة في نسله والصلاح في اتباعه إلا الظالمين، فهؤلاء لا عهد لهم عند الله أما المؤمنون فهم أحباب الله ورسله، فسلام عليه وعلى من اتبعه الى يوم الدين.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة السادسة
"وكذلك نُري إبراهيمَ مَلكُوتَ السَّمواتِ والأَرضِ وَلِيكونَ من المُوقنين(75) فلمَّا جَنَّ عليه اللَّيلُ رأى كوكباً قال هذا ربِّي فلمَّا أَفَلَ قال لا أُحبُّ الآفِلِين(76) فلمَّا رأى القمرَ بازِغاً قال هذا ربِّي فلمَّا أَفَلَ قال لَئِن لَمْ يَهدِنِي ربِّي لأَكوننَّ من القومِ الضَّالِّين(77) فلمَّا رأى الشَّمس بازِغةً قال هذا ربِّي هذا أكبرُ فلمَّا أَفَلَت قال ياقومِ إنِّي بريءٌ مِمَّا تُشركون(78) إنِّي وجَّهت وجهيَ للَّذي فطَرَ السَّمواتِ والأَرضَ حنيفاً وما أنا من المشركين(79)}" الأنعام
المشاركة
راقب إبراهيم عليه السلام أية الله اليومية الدائمة المتجددة السماء بزينتها المبهرة ونجومها وكواكبها فأعجبته فظن أنها أجمل ما في الكون فاختار أجمل الكواكب ليعبدها ثم وجده يخفت فلم يقنعه أن يكون إله ويغيب بهاءه ففكر في القمر وماله من سحر يسر الناظرين وهو وليد يسطع في ظلمة الليل ثم يكبر حتى يكون بدر يخلب الألباب فحسبه إلهه ولكن الإله لا ينقص ويخفت ويغيب ثم جاء دور الشمس الذهبية البهية بكل ما فيها من روعة في شروقها وفي رحلتها الرائعة في السماء حتى تلملم ردائها الملون الذي يخطف الأبصار ولكنها تتواري خلف السحب ويهزمها الظلام.
هنا بدا له أن كل هذا الجمال له بديع خلقه وهو وحده المستحق للعبادة والتقديس فكل هذا لا يمكن أن يكون بلا خالق، فعرف ربه الحق، وقربه الله وطمأن قلبه وجعله من المرسلين.
علا الفولي

بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الخامسة
"(وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ*قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ*قالَ يا قَومِ لَيسَ بي سَفاهَةٌ وَلـكِنّي رَسولٌ مِن رَبِّ العالَمينَ*أُبَلِّغُكُم رِسالاتِ رَبّي وَأَنا لَكُم ناصِحٌ أَمينٌ*أَوَعَجِبتُم أَن جاءَكُم ذِكرٌ مِن رَبِّكُم عَلى رَجُلٍ مِنكُم لِيُنذِرَكُم وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ قَومِ نوحٍ وَزادَكُم فِي الخَلقِ بَسطَةً فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ). [سورة الأعراف
(قالوا أَجِئتَنا لِنَعبُدَ اللَّـهَ وَحدَهُ وَنَذَرَ ما كانَ يَعبُدُ آباؤُنا فَأتِنا بِما تَعِدُنا إِن كُنتَ مِنَ الصّادِقينَ*قالَ قَد وَقَعَ عَلَيكُم مِن رَبِّكُم رِجسٌ وَغَضَبٌ أَتُجادِلونَني في أَسماءٍ سَمَّيتُموها أَنتُم وَآباؤُكُم ما نَزَّلَ اللَّـهُ بِها مِن سُلطانٍ فَانتَظِروا إِنّي مَعَكُم مِنَ المُنتَظِرينَ).
(ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ*فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ*وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَـذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ*وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ*أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ*هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ*إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ*إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ). [سورة المؤمنون
(أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ*وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ*وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ*فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ*وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ*أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ*وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ*قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ*إِنْ هَـذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ*وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ). [سورة الشعراء

مشاركتي
ربط الخلود بالعمارة، وبناء التماثيل الضخمة، والقلاع المنيعة، والقصور العظيمة، والمعابد الفاخرة، أمر مشترك بين الحضارات القديمة، ربما لاظهار القوة، أو النهضة، أو لتمجيد ملك، ولكنها بشكل أو بأخر محاولة لتحدي الموت والاندثار بفعل الزمن، وتعاقب الملوك والدول، فظن البعض أن العمارة العظيمة باقية تخلد أسم أصحابها، وتشهد على عظمتهم.
ولعل من أطرف ما سمعت في هذا أن مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ أمون، حفظت من النهب والسرقة لقرون طويل، لأن ملك أخر بني مقبرته أمامها، لأن توت عنخ أمون لم يكن ملك عظيم من وجهة نظره بل مات وهو صغير، فاستهان بمقبرته، فدار الزمن وسرق اللصوص الذهب وما خف حمله وغلا ثمنه من مقبرة الملك المعتدي، ولم يتوقع أحد وجود مقبرة مخفية خلفها، فحفظت من الضياع حتى اكتشفها هوارد كارتر في عام 1922 وأصبح توت عنخ أمون أشهر فرعون، ومحتويات مقبرته تجوب العالم، وتبهر الناس في كل مكان.
ولعل هذه الرغبة في الخلود هي ما جعلت قوم عاد المغترين بقوتهم، أن يكذبوا فكرة أن يؤمنوا لدعوة نبي ويعبدوا الله وحده، فهذا اعتراف أن الله فضله عليهم، وهم من هم من حيث القوة والثراء والغلبة، فصدتهم شهوة الخلود عن الحق، فنصر الله نبيه هود، وأهلك عاد، ولم تنفعهم ابنيتهم وقوتهم، فسبحان الله الوارث، كل شيء هالك إلا وجهه.
علا الفولي