بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة الثانية عشر
" وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ (7) فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ (8) وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (9) وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ (1 وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (13) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" (14)القصص
مشاركة
جلس العراف أمام فرعون ليخبره عما سيحدث في المستقبل، فرفع رأسه وقال سيزول ملكك بسبب رضيع من بني إسرائيل، سيولد في هذا العام او بعد عامين.
فرد فرعون، قلت لي هذا من عامين، وقتلت كل الرضع من هؤلاء العبيد، أريد أن تحدد موعد ميلاده.
مولاي الفرعون، قلت يوشك نجمه قريب فهو على وشك الظهور، والآن أظنه ولد منذ أيام، أو سيولد بعد أيام، نجمه ساطع في السماء.
نظر فرعون لوزيره هامان قائلًا "أقتلوا كل رضيع ذكر من الخونة"
فرد هامان أمر فرعون.
دخل هارون مسرعً يخبر أمه أن جنود فرعون يقتلون الرضع، وسألها ماذا سنفعل يا أمي هل نتركهم يقتلوا موسى؟
فردت والدموع تغرق عيناها، دعنى أصلي لله، لعله يجد لنا مخرجًا، ثم طلبت من ابنتها أن تحضر موسى وأرضعته، ثم وضعته في صندوق خشبي، وألقته في النهر، ودعت الله أن يحفظه ويرده إليها، وقالت لأخته سيري بجوار النهر وراقبيه جيدًا.
سارت الفتاة تتابع أخاها وقلبها يدق بشده، وتحاول ألا يبدو عليها أنها تتابع أي شيء، وكأنها تتنزه على شاطئ النهر، كان الصندوق يتحرك بجوارها حتى جرفه التيار بعيدًا، وفجأة وجدت حراس قصر فرعون يسبحون باتجاه الصندوق وأخذوه، ثم خرجت من القصر سيدة ترتدي ملابس الأميرات، وحولها الجواري، وأشارت للحارس أن يفتح الصندوق، فوجدت موسى بداخله، فانبهرت به، وأخرجته بحنان وأحتضنته وقبلته، فقال الحارس مولاتي "هذا الرضيع من العبيد وفرعون أمر بقتلهم" فأخذته إلى الداخل واختفت عن نظر أخته التي وجدت أمها خلفها يتمزق قلبها والرعب يطل من عينيها ودموعها تسيل بلا انقطاع.
فقال "أماه عودي إلى البيت سيقتلونه لو عرفوه، هل رأيت السيدة الطيبة وهي تقبله وتحتضنه إن فرعون يحبها لعلها تنقذه، أمي أرجوك عودي حتى لا يراك الحراس، وتثيري الشك، وأنا هنا أنتظر، لم تجبها وتوارت خلف جدار وأخذت تبكي بلا صوت، ثم بدأت تصلي لله، فهدأت وعادت للبيت .
أخذ السيدة الطيبة الرضيع إلى زوجها فرعون، وطلبت منه ألا يقتله للتتخذه ولد لها، فهي لم تنجب وأحبته، تردد فرعون ولكنه وافق عندما لاحظ فرح زوجته بالوليد بعد أن سيطر عليها الحزن بسبب عدم انجابها، حاول أن يقنعها أن تستبدله برضيع يعرفون أهله، ويقتلون هذا، ولكنها أحبت هذا الرضيع ودافعت عنه بشده، فوافق حتى يرضيها ويسعدها،
بعد قليل ظهرت مشكلة أخرى الرضيع يبكي، لعله جائع طلبت مرضعات القصر، فرفض الرضاعة منهن جميعًا خرجت به إلى الحديقة لعل نسمات النهر ورائحة الزهور تساعده على قبول احدى المرضعات، ولكنه رفض ويصرخ من شدة الجوع، فأمرت الحراس أن يبحثوا له عن مرضعة من خارج القصر، فتقدمت أخته وقالت عندي مرضعة ماهرة ونظيفة تستطيع أن ترضعه لك، فقالت السيدة أريدها فورًا فردت هي يا سيدتي لا تستطيع ترك منزلها، أرسليه معي ترضعه وأعيده بعدها، فوافقت السيدة حتى يهدأ.
عاد موسى على أحضان والدته ورضع منها ونام، عادت الخادمة إلى سيدتها وطمأنتها أن الرضيع في أمان، ومع أهل بيت كرام يحبوه، وسيرسلوه مع الفتاة عندما تطلبينه في أي وقت فوافقت، وهكذا رد الله موسى إلى أمه كما وعدها وهي تصلي وتدعوه وبشرها أنه سيكون من المرسلين.
علا الفولي