بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة السادسة
"وكذلك نُري إبراهيمَ مَلكُوتَ السَّمواتِ والأَرضِ وَلِيكونَ من المُوقنين(75) فلمَّا جَنَّ عليه اللَّيلُ رأى كوكباً قال هذا ربِّي فلمَّا أَفَلَ قال لا أُحبُّ الآفِلِين(76) فلمَّا رأى القمرَ بازِغاً قال هذا ربِّي فلمَّا أَفَلَ قال لَئِن لَمْ يَهدِنِي ربِّي لأَكوننَّ من القومِ الضَّالِّين(77) فلمَّا رأى الشَّمس بازِغةً قال هذا ربِّي هذا أكبرُ فلمَّا أَفَلَت قال ياقومِ إنِّي بريءٌ مِمَّا تُشركون(78) إنِّي وجَّهت وجهيَ للَّذي فطَرَ السَّمواتِ والأَرضَ حنيفاً وما أنا من المشركين(79)}" الأنعام
المشاركة
راقب إبراهيم عليه السلام أية الله اليومية الدائمة المتجددة السماء بزينتها المبهرة ونجومها وكواكبها فأعجبته فظن أنها أجمل ما في الكون فاختار أجمل الكواكب ليعبدها ثم وجده يخفت فلم يقنعه أن يكون إله ويغيب بهاءه ففكر في القمر وماله من سحر يسر الناظرين وهو وليد يسطع في ظلمة الليل ثم يكبر حتى يكون بدر يخلب الألباب فحسبه إلهه ولكن الإله لا ينقص ويخفت ويغيب ثم جاء دور الشمس الذهبية البهية بكل ما فيها من روعة في شروقها وفي رحلتها الرائعة في السماء حتى تلملم ردائها الملون الذي يخطف الأبصار ولكنها تتواري خلف السحب ويهزمها الظلام.
هنا بدا له أن كل هذا الجمال له بديع خلقه وهو وحده المستحق للعبادة والتقديس فكل هذا لا يمكن أن يكون بلا خالق، فعرف ربه الحق، وقربه الله وطمأن قلبه وجعله من المرسلين.
علا الفولي