بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة السابعة
"﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ * قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ * قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَى ذَلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ * وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ * فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ * قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ * قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ * قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ * قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ * قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ * قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ﴾الأنبياء

مشاركة
المتتبع لسيرة نبي الله إبراهيم يجد اختبارات وتحديات شديدة الصعوبة، وتحملها بصبر عظيم، تعرض كما في الآيات الكريمة، لمحاولة الحرق، وهو فزع عظيم وقانا الله واياكم منه في الدنيا والأخرة، ولكنه واجهه بايمان وثقة في نصر الله.
كما وقع في قبضة ملك جائر قال له أنا أحي وأميت، فرد ابراهيم بثقة، إن الله يأتي بالشمس من المشرق فاتي بها من المغرب، فاعجب منطقه الملك واطلق سراحه ومن معه، وتحمل عدم الانجاب بصبر، فمن الله عليه باسماعيل عليه السلام من زوجته المصرية السيدة هاجر، وامره ان يتركه وأمه في الصحراء بواد غير زي زرع عند البيت الحرام، وتحمل الأمر بذبحه، وهو ولده الوحيد، ثم فداه الله بكبش عظيم، وجعل موعده عيدًا لكل المسلمين، ثم رزقه باسحاق من السيدة ساره بعد ان كبر هو زوجته، ثم انجب اسحاق يعقوب وجعل في ذريتهم النبوه، ومن نسل ابنه اسماعيل خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة والسلام.
ربما لهذا جعله الله أسوة حسنة للمؤمنين بالله، فحياته مثل يحتزي به كل من يرجو الله والدار الأخرة، ومن علو شأنه ومكانته عند ربه، أن جعلنا نصلي ونبارك عليه وعلى أهله كما نصلي ونبارك على نبينا وأهله في صلاتنا، فهو الخليل نبي الله الذي جعل الله النبوة في نسله والصلاح في اتباعه إلا الظالمين، فهؤلاء لا عهد لهم عند الله أما المؤمنون فهم أحباب الله ورسله، فسلام عليه وعلى من اتبعه الى يوم الدين.
علا الفولي