بسم الله الرحمن الرحيم
الليلة التاسعة
"وَلَمَّا جَآءَتْ رُسُلُنَا لُوطًۭا سِىٓءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًۭا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌۭ ٧٧ وَجَآءَهُۥ قَوْمُهُۥ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ ۚ قَالَ يَـٰقَوْمِ هَـٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِى هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِى ضَيْفِىٓ ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌۭ رَّشِيدٌۭ ٧٨ قَالُوا۟ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِى بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّۢ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ٧٩ قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِىٓ إِلَىٰ رُكْنٍۢ شَدِيدٍۢ ٨٠ قَالُوا۟ يَـٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓا۟ إِلَيْكَ ۖ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍۢ مِّنَ ٱلَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلَّا ٱمْرَأَتَكَ ۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمْ ۚ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ ٱلصُّبْحُ ۚ أَلَيْسَ ٱلصُّبْحُ بِقَرِيبٍۢ ٨١ فَلَمَّا جَآءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَـٰلِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةًۭ مِّن سِجِّيلٍۢ مَّنضُودٍۢ ٨٢ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ ۖ وَمَا هِىَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بِبَعِيدٍۢ" هود
مشاركة
للضيف عند الكرام مكانة عظيمة، لذا خشي نبي الله لوط على الملائكة من قومه الفجار، وهو يعلم أنهم سيطلبوهم لفعل الفاحشة، وهو لن يستطيع حمايتهم، وهذه إهانة كبيرة وفضيحة رهيبة، فجادل قومه، وعرض عليهم بناته، ولكنهم رفضوا وأصروا على الغي، فحق عليهم العذاب الشديد، ونزول العذاب يسبقه مراحل كثيرة من الفرص للتراجع، ويبتلى الناس بالسراء والضراء، لعلهم يرجعون الى الله والطريق المستقيم حتى إذا جاء وقت الحساب، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، ولا يظلم الله الناس، ولكنهم يظلمون أنفسهم بالشرك بالله، وفعل الفواحش والسيئات والاصرار عليها، والتمادي في الظلم، وصم الأذان عن النصح المخلص، ثم يأتي الندم ولكن بعد فوات الآوان، فلنعتبر، ولنذكر أنفسنا أن لنا أجل سينتهي في أي وقت، وعلينا مراجعة أعمالنا، وتصحيح مسارتنا لعل الوقت ينفذ قبل أن نتوب إلى بارئنا، ولا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.
علا الفولي